ما سبب تلك الغضبة

اتعجب لحالة الغضب المفاجىء التى تنتابنى بصورة غير متوقعة ففجأة اشعر بغصة فى حلقى تمنعنى من التحدث و كأنها مرتبطة ارتباط غير مادى بعينى فأذا حاولت تجاوز تلك الغصة لاتكلم اجد دموعى تنساب بلا سبب و اجد تلك الغصة تكبر و تتضخم حتى لتملأ حلقى فتؤلمنى ثم اتنبه .. لم كل هذا الغضب؟ماذا حدث؟؟ و اذا بى افاجأ بعشرات الاسباب التى تثير الغضب بل الحنق تندفع الى عقلى كأنما تتعمد استفزازى و الوصول بى لأقصى الحدودو اجدنى متحفزة اكاد اترقب اخطاء من حولى فيزداد غضبى و ضيقى و اشعر بأنقباض قلبى .... ينقبض و ينقبض و ينقبض حتى لاشعر كأنما هناك كوة فارغة مظلمة تحتل مساحة قبضة اليد التى يحتلها قلبى ... فأشعر بالفراغ داخلى فراغ يكاد يبتلعنى و اظل احاول تهدئة نفسى معللة غضبى بأسباب واهية سرعان ما ستنتهى فينتهى معها غضبى و لكنى لا أقتنع بتلك الاسباب فيزداد غضبى حتى لأفكر ان اقوم بردة فعل عنيفة كأن اكسر مرآة امامى فقد يتلاشى غضبى مع تلاشى كيانها قد يتحول غضبى الى فتات لا يؤثر فى كما تتحول المرآة الى فتات لا تعكس صورة واضحة و لكن ارجع لأمنع نفسى من تلك الردة حتى لا يشعربى احد. فتتجمع فتات المرآة مرة اخرى لتعكس الصورة واضحة صورة فتات غضبى تتجمع ليعكس شعور قوى غاضب شعور يزداد يزداد حين اتنبه انه لا سبب حقيقى لغضبى بل قد صحوت و انا اشعر بضيق داخلى سرعان ما تضخم ليشعرنى بتلك الغضبة.. من انا هل انا مجنونة لأغضب من قبل ان اصحو هل انا مختلة لأغضب بلا سبب و تظل تلك الأسئلة الحانقة تضرب فى ارجاء دماغى كما يضرب الناقوس و يستمد غضبى قوته من كل ضربة و يزداد حتى ليطيح بداخلى فأنهض مسرعة و امسك قلمى و اخرج دفترى من مخبأه و اجد الكلمات المسرعة تنساب من عقلى مضطربة و مع كل كلمة اكتبها اشعر بأن تلك الكوة فى صدرى تتلون و تمتلا بميان ينبض و ينقبض انقباضات مسرعة سرعان ما تهدأ و تنتظم عند كتابتى لآخر كلمة وردت على عقلى لأجدنى اقع فى حالة من التعب و الخمول تصيب عضلات جسمى كلها كمن قام بمجهود شاق صعب عليه تحمله.... ثم اعاود لأقرا تلك الكلمات لأجدها تارة غير ذات معنى و تارة اخرى متكاملة و يزال ذلك السؤال يتلاعب بعقلى فتارة يختبىء و تارة يخرجلى وجهه الخبيث
ما سبب تلك الغضبة؟