رحلة علاجى

حم

خرجت لاول مرة فى حياتى محمولا على يد عم عبده النجار .. تعجبت لما يستطيع ان يسير و انا محمولا لا اسي بمفردى .. ربما لان ايامى في تلك الدنيا معدودة... و لكن مع مرور الايام وجدت انى قدر لى ان اظل محمولا تتلقفنى الايدى.. فى البدء حزنت و مع الزمن تحول حزنى الى سخط شديد .. سخط على البشر لا اعلم لماذا.. هل لانهم يسيروا على اقدامهم .. ام لاننى انا الذى لا يسير بالرغم من امتلاكى لاطراف اربعة فما الاختلاف بين و بينهم... و زاد سخطى و زاد كتمانى لمشاعرى... و هكذا مرت ايامى محمولا على يدى عم عبده الف معه فى الشوارع و المكاتب ليتحدث كل مرة مع شخص مختلف الذى لا يلبث ان يتفحصنى بدقة ثم يشير بالرفض ليخرج عم عبده حزينا لطالما حيرنى هذا الموقف و لكم سألت عم عبده عن سبب هذا اللف و من هؤلاء و لكنه لم يرد علىّ.. بل كأنه لا يسمعنى و يظل فى رحلته..فكرت .. لربما يكونوا هؤلاء اطباء لربما يشففونى من مرضى العقيم... فاصبحت اتلهف على تكملة لاحلة البحث تلك مع عم عبدهززز و فى يوم و بعد الفحص المعتاد اشار الرجل بالموافقة .. ومن يومها لم ارى عم عبده و حملنى هذا الشخص _ كم اكره عجزى_ووضعنى فى غرفة مظلمة مليئة بكراكيب لم اتبينها فى الظلام و مع كل مساء يحملنى هذا الطبيب المزعوم ليضعنى فى مكان عام تعمه الاضواء ... لاصبح ملقى بين تلك الكائنات الخشبية المسماة بالكراسى لاشاهد بنى البشر من حولى _ هل هذا علاج؟!!_ و تكرر هذا العلاج اكثر من مرة دون تحسن حتى لقد مللت من رؤية هؤلاء البشر غريبى الاطوار ... فهم فى ليلة يتجمعون فى ضحك صاخب و يتغنون بنغمات عجيبة و يتراقصوا حول شخصين محددين بنفس الملابس كل مرة و بنفس الالوان " الابيض و الاسود"... و تارة يتجمعون للبكاء و الحزن ويقرؤا ذلك الكتاب فى ايديهم . متشحين بالسواد.._م هذا العلاج الغريب؟!!" كل هذا و انا ملقى بين تلك الكراسى الخشبية

تنتابنى احيانا نوبات كآبة و فى احدى تلك النوبات تسائلت " م الفارق بينى و بين تلك الكراسى؟ فهم لا يتحركون و دائما اما محمولون او حاملون.. حاملون تلك البشر. و لكن سرعان ما اطرد ذلك التسا}ل مجيبا باننىلم اكن قط حاملا لبشرى..انا محمول فقط ..

فى يوم من الايام وفى فرح من تلك الافراح المتكررة و مع يأسى من هذا العلاج الغريب كنت ملقي كالعادة بين تلك الكراسى و اذ بأحد البشريين يلقى بكل ثقله على.._كيف يجر}.. هل وصل بى الحال الى تلك الدرجة التى يصعب عليهم تمييزى عن تلك الكراسى؟_ و لكن لنجدنى بشرى آخر قبل ان افقد توازنى بقوله" لا يا استااذ ما تقعدش علييه"

فقام ذلك الرجل منتفضا ليكمل الآخر جملته قائلا"معلش يا بيه ده كرسى معيوب كان هياخدك و يقع"....كرسى؟!!! لما اطلق علىهذا الاسم !! و فجاة مرمن امامى شخص آخر يحمل مرآة عملاقة لارى نفسى لاول مرة ... مجرد كائن خشبى باربع ارجل.. مجرد كرسى باعنى طبي.. اقصد تاجر غشاش

from sara with love